مجموعة الدراسات الفنية FIFA تُقَدِّم تحليلها الثاني للبطولة الرائدة المقامة في الولايات المتحدة
أعرب روبرتو مارتينيز مدرب منتخب البرتغال عن إعجابه بما وصفه "اختلاف الأساليب" بين أندية أمريكا الجنوبية ونظيراتها الأوروبية
أكد الألماني يورغن كلينسمان، الفائز بكأس العالم FIFA™ مع منتخب بلاده أنه شاهد "عروض كروية رائعة طوال مراحل البطولة"
قدّمت مجموعة الدراسات الفنية FIFA تحليلها الثاني لبطولة كأس العالم للأندية 2025 FIFA™، حيث أشاد أعضاؤها بالمسابقة الجديدة المقامة في الولايات المتحدة، لما شهدته من "عروض كروية رائعة" و"أساليب لعب مختلفة"، مُسَلِّطِين الضوء في الوقت ذاته على الحاجة إلى تأقلم الفِرق، حيث تنطوي المسابقة الرائدة التي تشهد مشاركة 32 نادياً بعض الدروس القَيَِمة التي يمكن الاستفادة منها في الطريق إلى كأس العالم 2026 FIFA™، التي ستتشارك في استضافتها الولايات المتحدة مع كل من كندا والمكسيك.
وفي هذا الصدد، قال روبرتو مارتينيز، الذي قاد منتخب البرتغال الشهر الماضي إلى لقبه الثاني في مسابقة دوري الأمم الأوروبية، إن كأس العالم للأندية 2025 FIFA™ كانت "مذهلة" بالنظر إلى ما انطوت عليه من أساليب لعب مختلفة، حيث رأينا أن لاعبي "فِرق أمريكا الجنوبية، يسارعون إلى العودة لمواقعهم عندما يفقدون الكرة، إذ لا يحاولون استرجاعها بسرعة وفي نصف ملعب المنافس." وتابع: "أما الفِرق الأوروبية، مثل مانشستر سيتي، وتحديداً بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان وتشيلسي، تسعى إلى استعادة الكرة بسرعة واللعب باندفاع والدفاع عالياً جداً، فالأمر لا يتوقف على الأسلوب، بل على مدى جودتك في الأسلوب الذي تتَّبعه."
من جهته، قال يورغن كلينسمان، الفائز بكأس العالم FIFA مع ألمانيا الغربية في إيطاليا 1990 والمدرب السابق لمنتخبات كل من ألمانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية: "أعتقد أن أندية أمريكا الجنوبية أظهرت عقلية رائعة في هذه البطولة، حيث أتت إلى هنا لإثبات أنها فِرق جيدة للغاية، شأنها في ذلك شأن الفِرق الأخرى، ولاسيما الأوروبية، التي أظهرت مستواها الحقيقي - بعدما بدا عليه شيء من التذبذب في البداية، إذ تأقلمت مع أجواء هذه البطولة في نهاية المطاف، علماً أننا رأينا عروضاً كروية رائعة طوال المنافسات."
وفي المقابل، أكد أرسين فينغر، مدير قسم FIFA المعني بتطوير كرة القدم حول العالم، أن رد فعل الأندية كان إيجابياً للغاية، موضحاً في هذا الصدد: "بالنسبة لي، كانت جودة البطولة استثنائية. لقد زُرتُ العديد من الأندية، وقد يعتبر البعض أن الأمر أشبه ما يكون بنهاية الموسم بالنسبة لبعض الأندية، إلا أن الواقع لم يكن كذلك على الإطلاق. لقد كنتُ مندهشاً للغاية، حيث كان الجميع داخل المعسكر متحمسين للغاية."
وبدوره، أعرب حامي عرين منتخب سويسرا السابق باسكال زوبربولر عن إعجابه بالطريقة التي ساهم من خلالها حُراس المرمى في حيازة الكرة، موضحاً في هذا الصدد أن "العديد من الحُراس يشاركون بشكل حاسم في بناء اللعب"، مؤكداً في الوقت ذاته أن دور "حُراس المرمى بالغ الأهمية، ليس فقط في الحيلولة دون تلقي الأهداف والقيام بتصديات حاسمة - علماً أن هذه هي المهمة الأهم بالطبع، بل إن (كرة القدم أصبحت) تقتضي أيضاً أن يكون حارس المرمى هو اللاعب الحادي عشر في الفريق، وقد بات ذلك واضحاً للغاية حيث رأينا العديد من حُراس المرمى يُولون أولوية كبيرة لهذا الجانب هنا."
كما يتفّق مارتينيز وكلينسمان على أن البطولة أكدت مدى أهمية التأقلم مع الظروف، معتبرَين أن ذلك يُعد من الدروس المفيدة لبطولة كأس العالم 2026 FIFA™، حيث شدَّد مارتينيز على ضرورة الاستعداد للتوقفات الناجمة عن الأحوال الجوية، والتي قد تُغيِّر مجرى اللعب، موضحاً في هذا الصدد: "هناك الكثير من الجوانب المتعلقة بالقدرة على التكيف مع تلك التوقفات التي لم نعتد عليها في أوروبا، حيث فُوجئتُ بمدى تغير الأداء عندما يكون هناك توقف بسبب الأحوال الجوية، وهذا شيء يجب أن نكون مستعدين له، إذ من شأن ذلك أن يشكل أكبر فارق رأيته في حياتي."
من جانبه، استحضر كلينسمان تجربته الشخصية من خلال ما عاشه من أجواء دالاس الشديدة الحرارة أثناء مشاركته مع منتخب ألمانيا في كأس العالم 1994 FIFA™، مُشدداً على ضرورة استعداد المنتخبات للتعامل مع الظروف الصعبة، إذ "يندرج ذلك في إطار مهمتكم المتمثلة في الذهاب إلى أي مكان يقع عليه الاختيار لإقامة البطولة القادمة والتعامل مع هذه الظروف، مما يعني أن الأمر يقتضي التحلي بالقدرة على التكيف." وتابع: "ستكون هناك دائماً جوانب تشوبها بعض الشوائب، سواء بالنسبة للفِرق (أو) لأي شخص من الأشخاص المعنيين، لذا فإن الأمر يتوقف على كيفية تعاملي مع هذه القضايا، وكيفية خلق بيئة مثالية لفريقي لمساعدته على تقديم أداء جيد في تلك الفترة من السنة، أي في يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2026، عندما سنكون على موعد مع نسخة رائعة من بطولة كأس العالم."
أما إستيبان كامبيسو، فقد أشار إلى أن كأس العالم للأندية FIFA شهدت اضطرار فِرق أمريكا الجنوبية إلى التكيّف مع ظروف مواجهة فِرق منافِسة أقوى من تلك التي قد تواجهها في منافساتها المحلية، حيث قال لاعب الوسط الدولي الأرجنتيني السابق إن "تلك الفِرق عادة ما تكون هي الماسكة بزمام المبادرة في بلدانها وفي قارتها، ولكنها وجدت نفسها هنا مجبرة على اللعب بطريقة مختلفة لأنها كانت في مواجهة أبرز أندية العالم، أي الأندية الأوروبية"، مضيفاً أن فلامنغو شكل استثناءًا لهذه القاعدة من خلال تمسّكه بأسلوبه المعتاد.
وفي السياق ذاته، أكد أرسين فينغر، مدير قسم FIFA المعني بتطوير كرة القدم حول العالم، أن تأثير الحرارة كان "طفيفاً للغاية"، مضيفاً أن اللاعبين كانوا "مجهزين على الوجه الأمثل للتعامل معها"، حيث تم تخفيف تأثيراتها من خلال اعتماد فترات للتوقف لشرب الماء وتناول المرطبات أثناء المباريات، فضلاً عن توفير إمكانية استخدام ما يصل إلى خمسة تبديلات لكل فريق، مع السماح بإجراء تبديل سادس خلال الوقت الإضافي."
وأضاف أن تجاوب المشجعين مع البطولة أكد أن هناك إقبالاً كبيراً عليها، حيث شهدت 22 مباراة حضوراً جماهيرياً فاق 50 ألف متفرج، ويشمل ذلك مختلف مراحل المسابقة وصولاً إلى الدور نصف النهائي.
وختم بالقول: "إن الحُكم الأول والأخير يعود للجمهور، الذي يقرر ما إذا كان سيأتي لمشاهدة المباريات أم لا. ذلك أن كأس العالم للأندية FIFA تلقى إقبالاً لدى الجميع في العالم، لأنك عندما تُنافس فإنك تريد أن تعرف مدى جودتك، علماً أن هناك فرصة واحدة فقط للعب ضد الأفضل في العالم. كما أنها تُعطي الفرصة للجميع لكي يُصبحوا أبطال العالم. وثالثاً، فإنها تُتيح لنا هذه الفرصة لتطوير مجموعات قوية في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز قوة الأندية والنهوض بمواردها المالية، علماً أن الحال ليس كذلك في الوقت الراهن، ولذا فإننا نأمل أيضاً بالمساهمة في تحقيق هذه الغاية."