سلّط FIFA الضوء على أفضل الممارسات في مجال حماية البيانات وإدارة مخاطر أمن المعلومات في أولى الفعاليات المتخصصة بهذا المجال والتي جرت في زيورخ وعبر الإنترنت.

شهدت الفعالية مشاركة كوكبة من المتخصصين المرموقين وشملت ممثلين عن هيئة حماية البيانات الفرنسية والدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، بحيث تحوّلت إلى منصة للحوار وتبادل الأفكار، بهدف تسليح الاتحادات الرياضية والخبراء بالمعارف الضرورية في مجال حماية البيانات والتعامل مع التهديدات لأمن المعلومات، وخصوصاً في مجال الرياضة. وفي هذا الإطار، ركّزت الفعالية على ضرورة التعاون وتبادل المعلومات لمواجهة المخاطر المتعلقة بأمن المعلومات بشكل استباقي، وتبني أحدث الأساليب المعمول بها لضمان حماية البيانات.

وفي القسم الأول من الفعالية، استعرضت ستيفاني سولنير، من هيئة حماية البيانات الفرنسية، القواعد الذهبية لكيفية التعامل مع البيانات الصحية للرياضيين. وانطلاقاً من الحوارات التي جرت في الفعالية والمواضيع ذات الصلة التي تتعامل معها الهيئة في إطار الاستعدادات لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية في باريس، قدّمت سولنير إضاءات على الإطار القانوني للتعامل مع البيانات الصحية للاعبين، ونوّهت إلى الاعتبارات الأساسية التي تأخذها الهيئة في هذا المجال، وختمت حديثها بالتأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة ذات الصلة بهدف حماية حقوق اللاعبين ومسيرتهم الرياضية في وجه أي خروقات محتملة للبيانات أو إساءة استخدامها.

وفي القسم الثاني، استعرض كل من توماس مالدونادو، كبير مسؤولي المعلومات والأمن في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، ولوكاس لودر، مدير قسم FIFA المعني بأمن البيانات، تجاربهما في إدارة المخاطر المتعلقة بأمن المعلومات خلال الفعاليات والبطولات الكبيرة. وفي هذا الإطار، قارن مالدونادو بين تجاربه السابقة لدى مؤسسات مالية والتحديات التي تنطوي عليها البطولات الكبيرة، مشيراً إلى الهدف المشترك المتمثل بضمان أمن البيانات، وفي الوقت ذاته المحافظة على أجواء ودية ومرحِّبة لكافة الجهات والأطراف المعنية.

وقد أكّد كافة المتحدثين على الأهمية البالغة لأمن المعلومات في حقلي الرياضة والترفيه، وركّزوا على ضرورة التعاون وتبادل المعلومات للتصدي بشكل فعال للتهديدات في هذا المجال. كما تحدث مالدونادو عن التعاون القائم بين الأشخاص والجهات التي تُشكل مصدر الخطر، وهو ما يزيد أهمية العمل وفق خطة مشتركة بين كافة الاتحادات الرياضية لاستباق أي خطر يهدد أمن المعلومات.

وبذلك شكّلت الفعالية فرصة قيمة للغاية بالنسبة للهيئات الرياضية لاستخلاص العِبَر من الخبراء، والتشارك بأفضل الممارسات التي يتّبعونها، والتأكيد على أهمية الحوار الهادف، وتبادل المعلومات، وإظهار الالتزام الجماعي للهيئات الرياضية بإيلاء أهمية قصوى لحماية البيانات وأمن المعلومات في عالم رقمي متغيّر باستمرار.

يُذكر أن هذه الفعالية هي الأولى المتخصصة في حماية البيانات وإدارة مخاطر أمن المعلومات من أصل أربع فعاليات مقرَّرة عام 2024، مع تأكيد خورخي أوليفييرا ي كارمو، رئيس قسم FIFA المعني بحماية البيانات ومخاطر أمن المعلومات، على إقامتها بشكل فصلي. وتأتي هذه الفعاليات في إطار جهود FIFA لجعل كرة القدم لعبة عالمية من خلال تعزيز التعاون المتعلق بالخصوصية وتبني أفضل الممارسات في مجال الأمن.